من طرف إيمان المعزون الأحد 17 أكتوبر - 14:02
لا أظن أن القارئ المنصف يختلف معي في الرأي إن قلت: إن العمل يعتبر دعامة يرتكز عليها المبنى المنيع الذي نلجأ إليه لنحتمي بجدرانه. فإن تخلينا عن العمل -وهو منبع سعادتنا- اختل توازن المبنى و استسلم للانهيار و السقوط. حينها لن يتبقى لنا سوى رماد و شظايا حجارة. و الشواهد على ذلك كثيرة .
العمل مهم في بناء حياة المرء إذ أنه يمثل مورد رزقه و منبع نفقاته فلا شك عندي في أن معظم الناس يعملون و هدفهم الوحيد كسب المال و التزود لأسرهم من أجل حياة هنيئة و لست أعارضهم في ذلك يبقى أنه وجب علينا الحذر من هذا المال فلا تغرنا كثرته فنظن أننا قد كسبنا حياتنا و نتخلى عن العمل كما فعل الجهلة من قبلنا إذ أنه من المقرر عندهم أن الثراء هو أفضل ما في الوجود فإن ظفروا بالثروات و أنفس الأحجار الكريمة تجاهلوا فضل العمل و تخلوا عنه. وتراهم حينها ينفقون دون توقف إلى أن يصدمهم الفقر و تأسرهم المجاعة. و قد صدق من قال: قد تصادف المرأ لحظات تنفذ حينها أمواله, إلا أن العمل الذي يمارسه سواء بالساعد أو بالفكر لن يقهره الزمن ما دام حيا يرزق (مثل شعبي: "يوفى مال الجدين, و تبقى صنعة اليدين") و من جهة أخرى فالعمل يعلمنا مكارم الأخلاق ويلقننا دروسا قيمة تفيدنا في الحياة فهو يهذب العقل فيعلمه بذل المستحيل من أجل ابتكار شيء جديد لم تعهده البشرية من قبل فيفيد مجتمعه و وطنه, و يشرح الفؤاد فيكسبه الإرادة و العزيمة, و ينقي القلب من السوء فينهاه عن غش الغير كبيعه بضائع باهضة الثمن مفتقرة للجودة و الإتقان, و يزود النفس بالثقة و الإصرار. ولم يغب عني أيضا أن العمل يعود على المجتمع بالنفع إذ أن أفراده الجادين في أعمالهم يساهمون تدريجيا بالرقي به و رفع رايته عاليا وقد دونوا عليها تجاربهم وخبراتهم و سيرهم التي اكتسبوها من أعمالهم لتغدو للأجيال القادمة عبرة في فضائل العمل.
عدل سابقا من قبل إيمان المعزون في الأحد 17 أكتوبر - 16:26 عدل 1 مرات