من طرف قمر تقتق السبت 6 نوفمبر - 10:44
لقد وهب الله كل أماكن العالم سحرا آخذا و قد تميز الريف عن المدينة بجمال طبيعته و حدائقه الغناء بينما اختلفت المدن عن هذا الجو بشوارعها و ضجيجها و هوائها الملوث.
ولطالما كان الفرق بارزا فالريف يتميز بسحر طبيعته الخلابة فالأراضي الشاسعة ممتدة على مرمى البصر حرة طليقة نافذة إلى القلوب فقد أنزلت الشمس ظفرات شعرها الأشقر كأنها بنت تسرح شعرها الحريري على سنابل القمح الذهبية التي تروح و تجيء مع حركة الرياح الخفيفة كأمواج البحر في حركة المد و الجزر. في حين تقف الأشجار على أبهى صورة فتبدو أجمل من الحوريات مستنشقة الهواء المعتدل فتمد أغصانها بثمار طيبة كما تمتد يد حاتم الطائي بالعطاء و السخاء مكونة مع الغطاء النباتي لوحة فتية بديعة. فتدغدغ أنفك رائحة البخور التي لا تنقطع عن البيوت الريفية أو يداعبك في حنو العبير المتصاعد من أديم الأرض المرتوية. فلا تشتم إلا الهواء النقي الصافي و لا تنصت إلا لثغاء القطيع و زقزقة العصافير الشذية فيخيل إليك أنها سنفونيه أبطالها الحيوانات و هبوب نسمات الصباح وتعذبها بعض الأحيان حفيف الأوراق. فعندما تصعد التل ترى المنازل متفرقة و متباعدة حتى يخيل إليك أنها ممالك خاصة بأهلها رغم ما يسمها من بساطة البناء و تواضعه كناسه الذين يتجهون إلى العمل فينهضون مع خيوط الفجر الأولى راضون بالموجود يحمدون الله اذا وهبهم المطر ويتاقلمون مع الاجواء اذا جفت الارض و قترت.
إنني لحاسدة على هذه العيشة الهنيئة المليئة بالحب و التعاون و الصبر خالية من الهموم و التفكير المستمر في الغد و المستقبل.