جلست ام الخير وراء منسجها و انحنت عليه في تامل و تركيز. انها الان تستقبل امتع ساعات يومها.هاهي تلف خيوط الصوف الزاهية الالوان تارة و تسرحها تارة اخرى. فتشرع بعملها و البشر يملاها. ترسل المكب بخفة فتنزلق عجيلاته على الخيوط البيضاء فتعقد باحكام خيوط لفائف الصوف ثم تقصها بالمقص الى ان برتفع النسيج شبرا, فتتمايل مع كل عمل تقوم به في نشاط تارة و اعياء و ملل طورا. فتستعيض ثم تتابع عملها فتنهمك اصابعها في النسج بكل تفان و سرعة و كانها في سباق. فتدق بالخلالة حتى يستوي النسيج و من ثم تمشطه حتى تستطيع اتمام عملها. فتبقى تعمل شهور حتى تكمله فتتامله راضية معالجة بعض الخيوط النافرة عن سطحه الناعم. فهاهي الزربية قد جهزت و هاهي لا تتوقف عن العمل كالنملة المجدة تعاود صنع اخرى.
ام الخير امام منسجها "النسج"
قمر تقتق- عدد المساهمات : 7
نقاط : 20
تاريخ التسجيل : 11/10/2010
- مساهمة رقم 1