دعاني صديقي الذي يقطن بالجنوب لكي اقضي معه بعض الوقت و اتابع مراحل جني الزيتون. فقبلت دعوته بدون تردد. و في اليوم الموعود، اتجهت الى منزله فاستقبلني بكل فرح و ترحاب. و بعد الاستراحة، ذهبنا الى الحقول المترامية و قد كانت الشمس سافرة و المسالك الترابية تعطل السير. و عند الوصول، كانت الاشجار منتثرة هنا و هناك على مرمى البصر فتراها منظمة في صفوف عديدة و طويلة. واذا بي ارى العمال في حركة دائبة وكانني في خلية نحل. فكل شخص مكلف بان يقوم بعمله. فكانت البساط مفروشة على كامل الحقل ممتدة في كل اتجاه كخيوط العنكبوت الشرس ترمى عليه حبات الزيتون بعد نزعها من الشجرة الممتدة اغصانها كامتداد يد حاتم الطائي بالسخاء و العطاء. اما النساء فيجمهن الحبات من على الارض و يرصفنها في صناديق عديدة و كبيرة الاحجام ويضعنهم في الشاحنات لكي يتم نقلهم الى المعصرة او الى السوق ليباع. فهو عمل متواصل تواصل عمل النملة. في النهاية بعد عمل يدوم ساعات، يستريح العمال قليلا و يرجعون الى عملهم بكل نشاط و حيوية.